الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
واحتج المانعون من اكتحال الصائم بما أخرجه أبو داود في "سننه" [أبو داود في "باب الكحل عند النوم" ص 330. ] عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هودة عن أبيه عن جده عن النبي عليه السلام أنه أمره بالأثمد عند النوم، وقال: ليتقه الصائم، قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث منكر، انتهى. قال صاحب "التنقيح": ومعبد، وابنه النعمان كالمجهولين، وعبد الرحمن بن النعمان، قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: صدوق، انتهى. قوله: ولا يفعل لتطويل اللحية - يعني الدهن - إذا كانت بقدر المسنون، وهو القبضة، قلت: وفيه أثران: أحدهما: عن ابن عمر. والآخر: عن أبي هريرة. - فحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما: أخرجه أبو داود، والنسائي [أبو داود في "باب القول عند الافطار" ص 328، والدارقطني: ص 240، وقال: إسناده حسن، والدارقطني: ص 240، والحاكم: ص 422، وقال: على شرط الشيخين. ] في "كتاب الصوم" عن علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن مروان بن سالم المفقع، قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته، فيقطع ما زاد على الكف، وقال: كان النبي عليه السلام إذا أفطر، قال: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء اللّه"، انتهى. وذكره البخاري تعليقًا [قوله: ذكره البخاري تعليقًا، فقال: وكان ابن عمر، الخ، الظاهر منه أن البخاري ذكر طرف أخذ اللحية فقط، وذكره بلا إسناد، قلت: قال البخاري في "باب تقليم الأظفار" ص 875 - ج 6: حدثنا محمد بن منهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: خالفوا المشركين، وفروا اللحى، واحفوا الشوارب، وكان ابن عمر إذا اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه، اهـ. هذا الموضع هو الذي أشار إليه الحافظ المخرج، وقال الحافظ في "الفتح" ص 296 - ج 10: قوله: وكأن ابن عمر هو موصول بالسند المذكور إلى نافع، وقد أخرجه مالك في "الموطأ" ص 155 عن نافع، بلفظ: كان ابن عمر إذا حلق رأسه في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه، اهـ. وهذا لفظ العينى أيضًا في "العمدة" ص 285 - ج 10، وقال القسطلاني في "إرشاد الساري" ص 371 - ج 8: هو موصول بالسند إلى نافع فقط، ولقد تردد الحافظ المخرج نفسه فيه، فإنه قال: ينظر، فإن عبد الحق ذكره في الموصول، فقوله: جهل من قال: رواه البخاري، ليس كما ينبغي، واللّه أعلم.] فقال: وكان ابن عمر إذا حج، أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه، انتهى. وجهل [قلت: حديث أبي هريرة: إذا قرأ فأنصتوا، ذكره مسلم في: 174 تعليقًا، وقال ابن تيمية في "فتاواه": ص 142 - ج 2: وقبله جده في "المتنقى" ص 107 - ج 2، وابن قدامة في "المغني" ص 605 - ج 1، "وصاحب المشكاة" في: ص 79، كلهم قالوا: رواه مسلم، وأمثال هذا كثير في "الكشاف" ولكن الرجل ليس في أهل الفن، وقال الحاكم: ص 58 - ج 3 لحديث معلق أخرجه البخاري، فقال: قال يونس.
] من قال رواه البخاري، وإنما يقال في مثل هذا: ذكره، ولا يقال: رواه، وينظر، فإن عبد الحق ذكره في "الطهارة - في الموصول". - طريق آخر: رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" حدثنا علي بن هاشم، ووكيع عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقبض على لحيته، ثم يأخذ ما جاوز القبضة، انتهى. ورواه ابن سعد في "الطبقات [ابن سعد في "الطبقات" ص 131 - ج 4 - القسم الأول - .] - في ترجمة ابن عمر" أخبرنا عبيد اللّه بن موسى أنبأ ابن أبي ليلى به. - طريق آخر: رواه محمد بن الحسن في "كتاب الآثار" أخبرنا أبو حنيفة عن الهيثم بن أبي الهيثم عن ابن عمر أنه كان يقبض على لحيته، ثم يقصّ ما تحت القبضة، انتهى. - وأما حديث أبي هريرة: فرواه ابن أبي شيبة أيضًا حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عمرو ابن أيوب، من ولد جرير عن أبي زرعة، قال: كان أبي هريرة يقبض على لحيته، فيأخذ ما فضل عن القبضة، انتهى. ويشكل على هذه الآثار حديث: واعفوا اللحى، وهو في "الصحيحين" [البخاري في "اللباس - في باب إعفاء اللحى" ص 875، ومسلم في "الطهارة - في باب خصال الفطرة" ص 129] عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه السلام، قال: احفوا - أي اقطعوا - الشوارب، واعفوا اللحى، خالفوا المجوس، انتهى. - الحديث السابع عشر: قال عليه السلام: - "خير خلال الصائم السواك"، قلت: رواه ابن ماجه في "سننه" [ابن ماجه في "باب السواك والكحل للصائم" ص 122، والدارقطني: ص 248، والبيهقي 273 - ج 4) (1) ابن ماجه في "باب السواك والكحل للصائم" ص 122، والدارقطني: ص 248، والبيهقي 273 - ج 4] من حديث مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "من خير خلال الصائم السواك"، انتهى. ورواه الدارقطني في "سننه"، وقال: مجالد غيره أثبت منه، انتهى.
|